بعد أن ورطها الرئيس التونسي في استضافة زعيم البوليساريو.. اليابان: أخذنا علما بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء وجهود المغرب جادة وذات مصداقية
بعد نحو عام على استدعاء الرئيس التونسي قيس سعيد، زعيمَ جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد 8"، واستقباله بشكل رسمي كـ"رئيس دولة" دون علم اليابان أو الاتحاد الإفريقي، أعلن السفير الياباني بالرباط، كوراميتسو هيدياكي، أن بلاده تعتبر الجهود التي تقوم بها المملكة لحل قضية الصحراء "جادة وذات مصداقية".
وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش، والأولى بعد واقعة مؤتمر "تيكاد 8" أواخر غشت من العام الماضي، نشرت السفارة اليابانية في المغرب، رسالة تهنئة إلى الملك محمد السادس من السفير هيدياكي، مؤرخة في 30 يوليوز 2023، جاء فيها أن بلاده "تؤكد من جديد أهمية حل قضية الصحراء الغربية بطريقة سريعة وسلمية، ومن خلال المفاوضات بين الطرفين تحت رعاية الأمم المتحدة".
اليابان التي قالت إنها تؤيد جهود الوساطة التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، أكدت أنها "أحيطت علما بالاقتراح المغربي المقدم إلى الأمين العام في 11 أبريل 2007" في إشارة إلى مقترح الحكم الذاتي، وتابعت أنها "ترحب بالجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة للمضي قُدما نحو تسوية هذه القضية على النحو الوارد في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وجاء في رسالة السفير الياباني "يسعدني أن أشير إلى أنه منذ استقلال المملكة سنة 1956، أقامت اليابان والمغرب باستمرار علاقات ثنائية ممتازة من خلال التبادلات النشطة على مختلف المستويات، بما في ذلك العلاقة بين العائلة الإمبراطورية والعائلة المالكة"، مستحضرا زيارة العهد الياباني الأمير ناروهيتو إلى المغرب في 1991 وزيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس إلى اليابان في نونبر 2005، واصفا الزيارتين بـ"الحدثين التاريخيين".
وجاء في الرسالة أنه على مدى العقد الماضي مرت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفترة التغيرات الكبرى، وتحت قيادة الملك محمد السادس، سعى المغرب إلى تعزيز الديمقراطية وتنويع صناعاته والرفع من قيمة اقتصاده، ما جعل المملكة واحدة من البلدان الأكثر استقرارا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأورد السفير الياباني أن العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين تقوت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب استقرار المغرب، واليوم تعمل أكثر من 70 شركة يابانية في المملكة، وتضع في مقدمة المستثمرين في القطاع الخاص بالبلاد، كما أقام البلدان علاقات للمصالح المتبادلة، وتأمل اليابان في تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة حاليا، وتوسيع الشراكة الثنائية إلى مجالات أخرى، سياسية واجتماعية وثقافية.
وكانت اليابان قد عبرت، مباشرة بعد استضافة الرئيس التونسي لزعيم "البوليساريو"، عن تنديدها ورفضها لمشاركة الجبهة الانفصالية في القمة، وأكد الوفد الياباني في تصريح رسمي خلال أشغال المؤتمر أن "تيكاد هو منتدى للنقاش حول التنمية في إفريقيا" وأن "حضور أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في اجتماعات مؤتمر تيكاد، بما في ذلك اجتماعات كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان بشأن وضع هذا الكيان".